ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ومن آياته يريكم البرق الفعل إما مقدر بـ "أن" كما في قول من قال:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
أي: أن أحضر.
أو منزل منزلة المصدر، وبه فسر المثل المشهور "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" أو هو على حاله صفة لمحذوف، أي: آية يريكم بها البرق كقول من قال:
وما الدهر إلا تار-تان فمنها ... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
أي: فمنهما تارة أموت فيها، وأخرى أبتغي فيها، أو ومن آياته شيء، أو سحاب يريكم البرق.
خوفا من الصاعقة أو للمسافر.
وطمعا في الغيث أو للمقيم. ونصبهما على العلة لفعل يستلزمه المذكور فإن إراءتهم البرق مستلزمة لرؤيتهم إياه، أو للمذكور نفسه على تقدير مضاف نحو إراءة خوف وطمع، أو على تأويل الخوف والطمع بالإخافة والإطماع، كقولك: فعلته رغما للشيطان. أو على الحال نحو كلمته شفاها.
وينزل من السماء ماء وقرئ: بالتخفيف
فيحيي به الأرض بالنبات.
بعد موتها يبسها.
إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون فإنها من الظهور بحيث يكفي في إدراكها مجرد العقل عند استعماله في استنباط أسبابها، وكيفية تكونها.