ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
" ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله " بإحسانه في تهيئة أسبابه، وهو استشهاد آخر على باهر قدرته، وغاية حكمته، وشمول إنعامه. و "الباء" إما متعلقة بتجري، أو بمقدر هو حال من فاعله، أي: ملتبسة بنعمته تعالى. وقرئ: (الفلك) بضم اللام، و (بنعمات الله) وعين فعلات يجوز فيه الكسر والفتح والسكون.
ليريكم من آياته أي:
بعض دلائل وحدته، وعلمه، وقدرته. وقوله تعالى:
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور تعليل لما قبله، أي: إن فيما ذكر لآيات عظيمة في ذاتها كثيرة في عددها لكل من يبالغ في الصبر على المشاق فيتعب نفسه في التفكر في الأنفس والآفاق، ويبالغ في الشكر على نعمائه، وهما صفتا المؤمن فكأنه قيل: لكل مؤمن.