يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون يدبر الأمر من السماء إلى الأرض قيل: يدبر أمر الدنيا بأسباب سماوية من الملائكة وغيرها نازلة آثارها وأحكامها إلى الأرض.
ثم يعرج إليه أي: يثبت في علمه موجودا بالفعل
في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون أي: في برهة من الزمان متطاولة، والمراد: بيان طول امتداد ما بين تدبير الحوادث وحدوثها من الزمان. وقيل: يدبر أمر الحوادث اليومية بإثباتها في اللوح المحفوظ ، فينزل بها الملائكة. ثم تعرج إليه في زمان هو كألف سنة مما تعدون، فإن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام. وقيل: يقضي قضاء ألف سنة فينزل به الملك، ثم يعرج بعد الألف لألف آخر، وقيل: يدبر أمر الدنيا جميعا إلى قيام الساعة، ثم يعرج إليه الأمر كله عند قيامها. وقيل: يدبر المأمور به من الطاعات منزلا من السماء إلى الأرض بالوحي، ثم لا يعرج إليه خالصا إلا في مدة متطاولة لقلة المخلصين والأعمال الخلص. وأنت خبير بأن قلة الأعمال الخالصة لا تقتضي بطء عروجها إلى السماء بل قلته، وقرئ: (يعدون) بالياء.