لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة خصلة حسنة حقها يؤتسى بها كالثبات في الحرب، ومقاساة الشدائد، أو هو في نفسه قدوة يحق التأسي به، كقولك: في البيضة عشرون منا حديدا، أي: هي في نفسها هذا القدر من الحديد، وقرئ بكسر الهمزة، وهي لغة فيها.
لمن كان يرجو الله واليوم الآخر أي: ثواب الله، أو لقاءه، أو أيام الله واليوم الآخر خصوصا، وقيل: هو مثل قولك: أرجو زيدا وفضله. فإن اليوم الآخر من أيام الله تعالى. ولمن كان صلة لحسنة، أو صفة لها. وقيل: بدل من «لكم» والأكثرون على أن ضمير المخاطب لا يبدل منه.
وذكر الله أي: وقرن بالرجاء ذكر الله.
كثيرا أي: ذكرا كثيرا، أو زمانا كثيرا، فإن المثابرة على ذكره تعالى تؤدي إلى ملازمة الطاعة، وبها يتحقق الائتساء برسول الله صلى الله عليه وسلم.