إلى يوم الوقت المعلوم إلى يوم الوقت المعلوم الذي قدره الله وعينه لفناء الخلائق، وهو وقت النفخة الأولى، لا إلى وقت البعث الذي هو المسؤول . فـ "الفاء" ليست لربط نفس الإنظار بالاستنظار بل لربط الإخبار المذكور به، كما في قول من قال :
فإن ترحم فأنت لذاك أهل
فإنه لا إمكان لجعل الفاء فيه لربط ما له تعالى من الأهلية القديمة للرحمة بوقوع الرحمة الحادثة بل هي لربط الإخبار بتلك الأهلية للرحمة بوقوعها، هذا وقد ترك التوقيت في سورة الأعراف، كما ترك النداء والفاء في الاستنظار والإنظار . تعويلا على ما ذكر ههنا، وفي سورة الحجر . وإن خطر ببالك أن كل وجه من وجوه النظم الكريم لا بد أن يكون له مقام يقتضيه مغاير لمقام غيره، وأن ما حكي من اللعين إنما صدر عنه مرة، وكذا جوابه لم يقع إلا دفعة، فمقام الاستنظار والإنظار إن اقتضى أحد الوجوه المحكية فذلك الوجه هو المطابق لمقتضى الحال، والبالغ إلى رتبة البلاغة ودرجة الإعجاز، وأما ما عداه من الوجوه فهو بمعزل من بلوغ طبقة البلاغة، فضلا عن العروج إلى معارج الإعجاز، فقد سلف تحقيقه في سورة الأعراف بفضل الله تعالى وتوفيقه .