وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون وإذا ذكر الله وحده دون آلهتهم
اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة أي : انقبضت ونفرت كما في قوله تعالى :
وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا .
وإذا ذكر الذين من دونه فرادى أو مع ذكر الله تعالى
إذا هم يستبشرون لفرط افتتانهم بها، ونسيانهم حق الله تعالى، ولقد بولغ في بيان حاليهم القبيحتين حيث
[ ص: 258 ] بين الغاية فيهما فإن الاستبشار هو أن يمتلئ القلب سرورا حتى ينبسط له بشرة الوجه، والاشمئزاز : أن يمتلئ غيظا وغما ينقبض منه أديم الوجه . والعامل في "إذا" الأولى "اشمأزت"، وفي الثانية ما هو العامل في إذا المفاجأة تقديره : وقت ذكر الذين من دونه فاجأوا وقت الاستبشار .