أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أن تقول نفس أي : كراهة أن تقول . والتنكير للتكثير كما في قوله تعالى :
علمت نفس ما أحضرت فإنه مسلك ربما يسلك عند إرادة التكثير والتعميم، وقد مر تحقيقه في مطلع سورة الحجر .
يا حسرتا بالألف بدلا من ياء الإضافة، وقرئ : ( يا حسرتاه ) بهاء السكت وقفا، وقرئ : ( ياحسرتاي ) بالجمع بين العوضين، وقرئ : ( يا حسرتي ) على الأصل، أي : احضري فهذا أوان حضورك .
على ما فرطت أي : على تفريطي وتقصيري
في جنب الله أي : جانبه وفي حقه وطاعته، وعليه قول من قال :
أما تتقين الله في جنب وامق . . . له كبد حرى وعين ترقرق
وهو كناية فيها مبالغة، وقيل : في ذات الله على تقدير مضاف كالطاعة، وقيل : في قربه من قوله تعالى :
والصاحب بالجنب وقرئ : ( في ذكر الله ) .
وإن كنت لمن الساخرين أي : المستهزئين بدين الله تعالى وأهله . ومحل الجملة النصب على الحال، أي : فرطت وأنا ساخر .