وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا . . . إلخ . تفصيل للتوفية، وبيان لكيفيتها، أي : سيقوا إليها بالعنف والإهانة أفواجا متفرقة بعضها في إثر بعض، مترتبة حسب ترتب طبقاتهم في الضلالة والشرارة . والزمر جمع زمرة، واشتقاقها من الزمر، وهو
[ ص: 264 ] الصوت إذ الجماعة لا تخلو عنه .
حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها ليدخلوها، وحتى هي التي تحكى بعدها الجملة، وقرئ بالتشديد .
وقال لهم خزنتها تقريعا وتوبيخا .
ألم يأتكم رسل منكم من جنسكم، وقرئ : ( نذر منكم )
يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا أي : وقتكم هذا، وهو وقت دخولهم النار . وفيه دليل على أنه لا تكليف قبل الشرع من حيث أنهم عللوا توبيخهم بإتيان الرسل، وتبليغ الكتب .
قالوا بلى قد أتونا وأنذرونا
ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين حيث قال الله تعالى لإبليس :
لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين وقد كنا ممن اتبعه، وكذبنا الرسل، وقلنا : ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا تكذبون .