ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ويوم يحشر أعداء الله شروع في بيان عقوباتهم الآجلة إثر بيان عقوباتهم العاجلة، والتعبير عنهم بأعداء الله تعالى لذمهم والإيذان بعلة ما يحيق بهم من ألوان العذاب. وقيل: المراد بهم: الكفار من الأولين والآخرين ويرده ما سيأتي من قوله تعالى:
في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس وقرئ "يحشر" على بناء الفاعل ونصب "أعداء الله" ، وبنون العظمة وضم الشين وكسرها.
إلى النار أي: إلى موقف الحساب إذ هناك تتحقق الشهادة الآتية لا بعدم تمام السؤال والجواب، وسوقهم إلى النار والتعبير عنه بالنار إما للإيذان بأنها عاقبة حشرهم على شرف دخولها وإما لأن حسابهم يكون على شفيرها و"يوم" إما منصوب بـ"اذكر" أو ظرف لمضمر مؤخر قد حذف إيهاما لقصور العبارة عن تفصيله كما مر في قوله تعالى:
يوم يجمع الله الرسل . وقيل: ظرف لما يدل عليه قوله تعالى:
فهم يوزعون أي: يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا، وهو عبارة عن كثرتهم وقيل: يساقون ويدفعون إلى النار