أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم أبرموا أمرا كلام مبتدأ ناع على المشركين ما فعلوا من الكيد برسول الله صلى الله عليه وسلم و"أم" منقطعة وما فيها من معنى بل للانتقال من توبيخ أهل النار إلى حكاية جناية هؤلاء، والهمزة للإنكار فإن أريد بالإبرام الإحكام حقيقة فهي لإنكار الوقوع واستبعاده وإن أريد الإحكام صورة فهي لإنكار الواقع واستقباحه، أي: أأبرم مشركو
مكة أمرا من كيدهم ومكرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
فإنا مبرمون كيدنا حقيقة لا هم أو فإنا مبرمون كيدنا بهم حقيقة كما أبرموا كيدهم صورة كقوله تعالى:
أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون وكانوا يتناجون في أنديتهم ويتشاورون في أموره
[ ص: 56 ] عليه الصلاة والسلام.