ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم أي: ولو تحقق صبرهم وانتظارهم حتى تخرج إليهم فإن "أن" وإن دلت بما في حيزها على المصدر لكنها تفيد بنفسها التحقق والثبوت للفرق البين بين قولك: بلغني قيامك وبلغني أنك قائم وحتى تفيد أن الصبر ينبغي أن يكون مغيا بخروجه عليه الصلاة والسلام فإنها مختصة بما هو غاية للشيء في نفسه، ولذلك تقول: أكلت السمكة حتى رأسها ولا تقول حتى نصفها أو ثلثها بخلاف "إلى" فإنها عامة وفي "إليهم" إشعار بأنه لو خرج لا لأجلهم ينبغي أن يصبروا حتى يفاتحهم بالكلام أو يتوجه إليهم.
لكان أي: الصبر المذكور.
خيرا لهم من الاستعجال لما فيه من رعاية حسن الأدب وتعظيم الرسول الموجبين للثناء والثواب والإسعاف بالمسؤول; إذ روي أنهم وفدوا شافعين في أسارى بني العنبر فأطلق النصف وفادى النصف.
والله غفور رحيم بليغ المغفرة والرحمة واسعهما فلن يضيق ساحتهما عن هؤلاء إن تابوا وأصلحوا.