فبأي آلاء ربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام فبأي: آلاء ربكما تكذبان مع كثرة منافعها فإن الإخبار بما ذكر مما يزجركم عن
[ ص: 183 ] الشر المؤدي إليه، وأما ما قيل: مما أنعم الله على عباده المؤمنين في هذا اليوم؟ فلا تعلق له بالمقام.
وقوله تعالى:
يعرف المجرمون بسيماهم استئناف يجري مجرى التعليل لعدم السؤال قيل: يعرفون بسواد الوجوه وزرقة العيون، وقيل: بما يعلوهم من الكآبة والحزن.
فيؤخذ بالنواصي والأقدام الجار والمجرور هو القائم مقام الفاعل يقال: أخذه إذا كان المأخوذ مقصودا بالأخذ، ومنه قوله تعالى:
خذوا حذركم ونحوه وأخذ به إذا كان المأخوذ شيئا من ملابسات المقصود بالأخذ ومنه قوله تعالى:
لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي وقول المستغيث: خذ بيدي أخذ الله بيدك أي: يجمع بين نواصيهم وأقدامهم في سلسلة من وراء ظهورهم، وقيل: تسحبهم الملائكة تارة تأخذ بالنواصي وتارة تأخذ بالأقدام.