أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات أي: أخفتم الفقر من تقديم الصدقات أو أخفتم التقديم لما يعدكم الشيطان عليه من الفقر وجمع الصدقات لجمع المخاطبين.
فإذ لم تفعلوا ما أمرتم به وشق عليكم ذلك.
وتاب الله عليكم بأن رخص لكم أن لا تفعلوه، وفيه إشعار بأن إشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه لما رأى منهم من الانفعال ما قام مقام توبتهم وإذ على بابها من المضي، وقيل: بمعنى إذا كما في قوله تعالى:
إذ الأغلال في أعناقهم ، وقيل: بمعنى إن.
فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة أي: فإذ فرطتم فيما أمرتم به من تقديم الصدقات فتداركوه بالمثابرة على
إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .
وأطيعوا الله ورسوله في سائر الأوامر فإن القيام بها كالجابر لما وقع في ذلك من التفريط.
والله خبير بما تعملون ظاهرا وباطنا.