وأغطش ليلها وأخرج ضحاها وأغطش ليلها أي: جعله مظلما، يقال: غطش الليل وأغطشه الله تعالى، كما يقال: ظلم وأظلمه. وقد مر هذا في قوله تعالى:* وإذا أظلم عليهم قاموا* ويقال أيضا: أغطش الليل كما يقال: أظلم.
وأخرج ضحاها أي: أبرز نهارها عبر عنه بالضحى; لأنه أشرف أوقاته وأطيبها، فكان أحق بالذكر في مقام الأمتنان، وهو السر في تأخير ذكره عن ذكر الليل وفي التعبير عن إحداثه بالإخراج، فإن إضافة النور بعد الظلمة أتم في الإنعام
[ ص: 102 ] وأكمل في الإحسان، وإضافة الليل والضحى إلى السماء لدوران حدوثهما على حركتهما، ويجوز أن تكون إضافة الضحى إليها بواسطة الشمس، أي: أبرز ضوء شمسها، والتعبير عنه بالضحى; لأنه وقت قيام سلطانها وكمال إشراقها.