يا أيتها النفس المطمئنة
وقوله تعالى:
يا أيتها النفس المطمئنة حكاية لأحوال من اطمأن بذكر الله عز وجل وطاعته إثر حكاية أحوال من اطمأن بالدنيا، وصفت بالاطمئنان لأنها تترقى في معارج الأسباب والمسببات إلى المبدأ المؤثر بالذات فتستقر دون معرفته وتستغني به في وجودها وسائر شؤنها عن غيره بالكلية. وقيل: هي النفس المطمئنة إلى الحق الواصلة إلى ثلج اليقين بحيث لا يخالجها شك ما؛ وقيل: هي الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن، ويؤيده أنه قرئ: "يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة" أي: يقول
[ ص: 159 ]
الله تعالى ذلك بالذات كما كلم
موسى عليه السلام أو على لسان الملك عند تمام حساب الناس، وهو الأظهر، وقيل: عند البعث. وقيل: عند الموت.