وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون .
وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة : لما عادوا إلى
مصر؛ بعد مهلك
فرعون؛ وعد الله (تعالى)
موسى - عليه السلام - أن يعطيه التوراة؛ وضرب له ميقاتا: ذا القعدة؛ وعشر ذي الحجة؛ وقيل: وعد - عليه السلام - بني إسرائيل؛ وهو بمصر إن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله (تعالى)؛ فيه بيان ما يأتون؛ وما يذرون؛ فلما هلك
فرعون سأل
موسى ربه الكتاب؛ فأمره بصوم ثلاثين - وهو شهر ذي القعدة - ثم زاد عشرا من ذي الحجة؛ وعبر عنها بالليالي لأنها غرر الشهور؛ وصيغة المفاعلة بمعنى الثلاثي؛ وقيل: على أصلها؛ تنزيلا لقبول
موسى - عليه السلام - منزلة الوعد؛ و"أربعين ليلة": مفعول ثان لـ "واعدنا"؛ على حذف المضاف؛ أي: تمام أربعين ليلة؛ وقرئ: "وعدنا"؛
ثم اتخذتم العجل ؛ بتسويل
السامري إلها ومعبودا؛ و"ثم": للتراخي الرتبي؛
من بعده : أي: من بعد مضيه إلى الميقات؛ على حذف المضاف؛
وأنتم ظالمون : بإشراككم؛ ووضعكم للشيء في غير موضعه؛ وهو حال من ضمير "اتخذتم"؛ أو اعتراض تذييلي؛ أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم؛ .