ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ورأيت الناس أي: أبصرتهم أو علمتهم
يدخلون في دين الله أي: ملة الإسلام التي لا دين يضاف إليه تعالى غيرها، والجملة على الأول حال من "الناس" وعلى الثاني مفعول ثان لـ"رأيت"، وقوله تعالى:
أفواجا حال من فاعل "يدخلون" أي: يدخلون فيه جماعات كثيفة كأهل
مكة والطائف واليمن وهوازن، وسائر قبائل
العرب ، وكانوا قبل ذلك يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين اثنين؛ روي أنه عليه السلام لما فتح
مكة أقبلت
العرب بعضها على بعض فقالوا: إذا ظفر بأهل
الحرم فلن يقاومه أحد، وقد كان الله تعالى أجارهم من أصحاب الفيل ومن كل من أرادهم، فكانوا يدخلون في دين الإسلام أفواجا من غير قتال، وقرئ "فتح الله والنصر"،
[ ص: 209 ] وقرئ "يدخلون" على البناء للمفعول.