وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول عطف على اجتنبوه ; أي : أطيعوهما في جميع ما أمرا به ونهيا عنه .
واحذروا ; أي : مخالفتهما في ذلك ، فيدخل فيه مخالفة أمرهما ونهيهما في الخمر والميسر ، دخولا أوليا .
فإن توليتم ; أي : أعرضتم عن الامتثال بما أمرتم به من الاجتناب عن الخمر والميسر ، وعن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والاحتراز عن مخالفتهما .
فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين وقد فعل ذلك بما لا مزيد عليه ، وخرج عن عهدة الرسالة أي خروج ، وقامت عليكم الحجة ، وانتهت الأعذار ، وانقطعت العلل ، وما بقي بعد ذلك إلا العقاب ، وفيه من عظم التهديد وشدة الوعيد ما لا يخفى .
وأما ما قيل من أن المعنى : فاعلموا أنكم لم تضروا بتوليكم الرسول ; لأنه ما كلف إلا البلاغ المبين بالآيات وقد فعل ، وإنما ضررتم أنفسكم حين أعرضتم عما كلفتموه ، فلا يساعده المقام ; إذ لا يتوهم منهم ادعاء أنهم بتوليهم يضرونه صلى الله عليه وسلم ، حتى يرد عليهم بأنهم لا يضرونه ، وإنما يضرون أنفسهم .