إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون إنما يستجيب الذين يسمعون [ ص: 130 ] تقرير لما مر من أن على قلوبهم أكنة مانعة من الفقه ، وفي آذانهم وقرا حاجزا من السماع ، وتحقيق لكونهم بذلك من قبيل الموتى ، لا يتصور منهم الإيمان البتة .
والاستجابة : الإجابة المقارنة للقبول ; أي : إنما يقبل دعوتك إلى الإيمان الذين يسمعون ما يلقى إليهم سماع تفهم وتدبر ، دون الموتى الذين هؤلاء منهم ، كقوله تعالى :
إنك لا تسمع الموتى .
وقوله تعالى :
والموتى يبعثهم الله تمثيل لاختصاصه تعالى بالقدرة على توفيقهم للإيمان ، باختصاصه تعالى بالقدرة على بعث الموتى من القبور .
وقيل : بيان لاستمرارهم على الكفر وعدم إقلاعهم عنه أصلا ، على أن الموتى من القبور . وقيل : بيان مستعار للكفرة بناء على تشبيه جهلهم بموتهم ; أي : وهؤلاء الكفرة يبعثهم الله تعالى من قبورهم .
ثم إليه يرجعون للجزاء ، فحينئذ يستجيبون ، وأما قبل ذلك فلا سبيل إليه . وقرئ : ( يرجعون ) على البناء للفاعل من رجع رجوعا ، والمشهورة أوفى بحق المقام ; لإنبائه عن كون مرجعهم إليه تعالى بطريق الاضطرار .