بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون
وقوله تعالى :
بل إياه تدعون عطف على جملة منفية ينبئ عنها الجملة التي تعلق بها الاستخبار إنباء جليا ، كأنه قيل : لا غيره تعالى تدعون ، بل إياه تدعون .
وقوله تعالى :
فيكشف ما تدعون إليه ; أي : إلى كشفه ، عطف على تدعون ; أي : فيكشفه إثر دعائكم .
وقوله تعالى :
إن شاء ; أي : إن شاء كشفه لبيان أن قبول دعائهم غير مطرد ، بل هو تابع
[ ص: 133 ] لمشيئته المبنية على حكم خفية قد استأثر الله تعالى بعلمها ، فقد يقبله كما في بعض دعواتهم المتعلقة بكشف العذاب الدنيوي ، وقد لا يقبله كما في بعض آخر منها ، وفي جميع ما يتعلق بكشف العذاب الأخروي الذي من جملته الساعة .
وقوله تعالى :
وتنسون ما تشركون ; أي : تتركون ما تشركونه به تعالى من الأصنام تركا كليا ، عطف على تدعون أيضا ، وتوسيط الكشف بينهما مع تقارنهما ، وتأخر الكشف عنهما لإظهار كمال العناية بشأن الكشف ، والإيذان بترتبه على الدعاء خاصة .