والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون
وقوله عز وجل :
والذين كذبوا عطف على " من آمن " ، داخل في حكمه .
وقوله تعالى :
بآياتنا إشارة إلى أن ما ينطق به الرسل عليهم السلام عند التبشير والإنذار ، ويبلغونه إلى الأمم آياته تعالى ، وأن من آمن به فقد آمن بآياته تعالى ، ومن كذب به فقد كذب بها ، وفيه من الترغيب في الإيمان به ، والتحذير عن تكذيبه ما لا يخفى ، والمعنى : ما نرسل المرسلين إلا ليخبروا أممهم من جهتنا بما سيقع منا من الأمور السارة والضارة ، لا ليوقعوها استقلالا من تلقاء أنفسهم ، أو استدعاء من قبلنا حتى يقترحوا عليهم ما يقترحون ; فإذا كان الأمر كذلك ، فمن آمن بما أخبروا به من قبلنا تبشيرا ، أو إنذارا في ضمن آياتنا ، وأصلح ما يجب إصلاحه من أعماله ، أو دخل في الصلاح ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
والذين كذبوا بآياتنا التي بلغوها عند التبشير والإنذار
يمسهم العذاب ; أي : العذاب الذي أنذروه ، عاجلا أو آجلا ، أو حقيقة العذاب وجنسه المنتظم له انتظاما أوليا .
بما كانوا يفسقون ; أي : بسبب فسقهم المستمر الذي هو الإصرار على الخروج عن التصديق والطاعة .