أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين
كما أشير إليه
أولئك إشارة إلى الأنبياء المذكورين ، وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو رتبتهم ، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى :
الذين هدى الله ; أي : إلى الحق والنهج المستقيم ، والالتفات إلى الاسم الجليل للإشعار بعلة الهداية .
فبهداهم اقتده ; أي : فاختص هداهم بالاقتداء ولا تقتد بغيرهم ، والمراد بهداهم : طريقتهم في الإيمان بالله تعالى وتوحيده ، وأصول الدين دون الشرائع القابلة للنسخ ، فإنها بعد النسخ لا تبقى هدى .
والهاء في " اقتده " للوقف ، حقها أن تسقط في الدرج ، واستحسن إثباتها فيه أيضا إجراء له مجرى الوقف واقتداء بالإمام ، وقرئ بإشباعها على أنها كناية المصدر .
قل لا أسألكم عليه ; أي : على القرآن ، أو على التبليغ ، فإن مساق الكلام يدل عليهما ، وإن لم يجر ذكرهما .
أجرا من جهتكم كما لم يسأله من قبلي من الأنبياء عليهم السلام ، وهذا من جملة ما أمر صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم فيه .
إن هو ; أي : ما القرآن .
إلا ذكرى للعالمين ; أي : عظة وتذكير لهم كافة من جهته سبحانه ، فلا يختص بقوم دون آخرين .