إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين إن ما توعدون [ ص: 188 ] ; أي : الذي توعدونه من البعث ، وما يتفرع عليه من الأمور الهائلة ، وصيغة الاستقبال للدلالة على الاستمرار التجددي .
لآت لواقع لا محالة ، كقوله تعالى :
إنما توعدون لواقع ، وإيثاره عليه لبيان كمال سرعة وقوعه بتصويره بصورة طالب حثيث لا يفوته هارب ، حسبما يعرب عنه قوله تعالى :
وما أنتم بمعجزين ; أي : بفائتين ذلك ، وإن ركبتم في الهرب متن كل صعب وذلول ، كما أن إيثار صيغة الفاعل على المستقبل للإيذان بكمال قرب الإتيان .
والمراد : بيان دوام انتفاء الإعجاز لا بيان انتفاء دوام الإعجاز ، فإن الجملة الاسمية كما تدل على دوام الثبوت تدل بمعونة المقام ، إذا دخل عليها حرف النفي ، على دوام الانتفاء لا على انتفاء الدوام ، كما حقق في موضعه .