إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين إن الذين كذبوا بآياتنا مع وضوحها .
واستكبروا عنها ; أي : عن الإيمان بها والعمل بمقتضاها .
لا تفتح لهم أبواب السماء ; أي : لا تقبل أدعيتهم ولا أعمالهم ، أو لا تعرج إليها أرواحهم ، كما هو شأن أدعية المؤمنين وأعمالهم وأرواحهم ، والتاء في " تفتح " لتأنيث الأبواب ، والتشديد لكثرتها ، وقرئ بالتخفيف ، وبالتخفيف والياء ، وقرئ على البناء للفاعل ، ونصب ( الأبواب ) على أن الفعل للآيات ، وبالياء على أنه لله تعالى .
ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ; أي : حتى يدخل ما هو مثل في عظم الجرم فيما علم في ضيق المسلك ، وهو ثقبة الإبرة ، وفي كون الجمل مما ليس من شأنه الولوج في سم الإبرة مبالغة في الاستبعاد .
وقرئ : ( الجمل ) كالقمل ، والجمل كالنغر ، والجمل كالقفل ، والجمل كالنصب ، والجمل كالحبل ، وهي الحبل الغليظ من القنب ، وقيل : حبل السفينة .
و( سم ) بالضم والكسر ، وقرئ : ( في سم المخيط ) وهو الخياط ; أي : ما يخاط به ، كالحزام والمحزم .
وكذلك ; أي : ومثل ذلك الجزاء الفظيع .
نجزي المجرمين ; أي : جنس المجرمين ، وهم داخلون في زمرتهم دخولا أوليا .
[ ص: 228 ]