ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون
(42 -43) أي: ثم أنشأنا من بعد هؤلاء المكذبين المعاندين
قرونا آخرين .
[ ص: 1131 ] كل أمة في وقت مسمى وأجل محدود، لا تتقدم عنه ولا تتأخر، وأرسلنا إليهم رسلا متتابعة؛ لعلهم يؤمنون وينيبون، فلم يزل الكفر والتكذيب دأب الأمم العصاة، والكفرة البغاة، كلما جاء أمة رسولها كذبوه، مع أن كل رسول يأتي من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، بل مجرد دعوة الرسل وشرعهم يدل على حقية ما جاءوا به. (44)
فأتبعنا بعضهم بعضا بالهلاك، فلم يبق منهم باقية، وتعطلت مساكنهم من بعدهم
وجعلناهم أحاديث يتحدث بهم من بعدهم، ويكونون عبرة للمتقين، ونكالا للمكذبين، وخزيا عليهم مقرونا بعذابهم.
فبعدا لقوم لا يؤمنون ما أشقاهم! وتعسا لهم! ما أخسر صفقتهم!