أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد
أي: أفمن وجبت عليه كلمة العذاب باستمراره على غيه وعناده وكفره، فإنه لا حيلة لك في هدايته، ولا تقدر تنقذ من في النار لا محالة.
لكن الغبن كل الغبن، والفوز كل الفوز، للمتقين الذين أعد لهم من الكرامة وأنواع النعيم، ما لا يقادر قدره.
لهم غرف أي: منازل عالية مزخرفة، من حسنها وبهائها وصفائها، أنه يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، ومن علوها وارتفاعها، أنها ترى كما يرى الكوكب الغابر في الأفق الشرقي أو الغربي، ولهذا قال:
من فوقها غرف أي: بعضها فوق بعض
مبنية بذهب وفضة، وملاطها المسك الأذفر.
تجري من تحتها الأنهار المتدفقة، المسقية للبساتين الزاهرة والأشجار الطاهرة، فتغل أنواع الثمار اللذيذة، والفاكهة النضيجة.
وعد الله لا يخلف الله الميعاد وقد وعد المتقين هذا الثواب، فلا بد من الوفاء به، فليوفوا بخصال التقوى، ليوفيهم أجورهم.