فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: قد بان أن المكذبين لا حيلة في هداهم، فلم يبق إلا الإعراض عنهم، فقال:
فتول عنهم وانتظر بهم يوما عظيما وهولا جسيما، وذلك حين
يدع الداع إسرافيل عليه السلام
إلى شيء نكر أي: إلى أمر فظيع تنكره الخليقة، فلم تر منظرا أفظع ولا أوجع منه، فينفخ إسرافيل نفخة، يخرج بها الأموات من قبورهم لموقف القيامة .
خشعا أبصارهم أي: من الهول والفزع الذي وصل إلى قلوبهم،
[ ص: 1744 ] فخضعت وذلت، وخشعت لذلك أبصارهم.
يخرجون من الأجداث وهي القبور،
كأنهم من كثرتهم، وروجان بعضهم ببعض
جراد منتشر أي: مبثوث في الأرض، متكاثر جدا،
مهطعين إلى الداع أي: مسرعين لإجابة نداء الداعي وهذا يدل على أن الداعي يدعوهم ويأمرهم بالحضور لموقف القيامة، فيلبون دعوته، ويسرعون إلى إجابته،
يقول الكافرون الذين قد حضر عذابهم:
هذا يوم عسر كما قال تعالى
على الكافرين غير يسير مفهوم ذلك أنه يسير سهل على المؤمنين .