صفحة جزء
لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير

(284) يخبر تعالى، بعموم ملكه لأهل السماء والأرض، وإحاطة علمه بما أبداه العباد، وما أخفوه في أنفسهم، وأنه سيحاسبهم به، فيغفر لمن يشاء، وهو المنيب إلى ربه، الأواب إليه " إنه كان للأوابين غفورا " ويعذب من يشاء، وهو المصر على المعاصي في باطنه وظاهره.

وهذه الآية لا تنافي الأحاديث الواردة في العفو، عما حدث به العبد نفسه، ما لم يعمل أو يتكلم، فتلك الخطرات التي تتحدث بها النفوس، التي لا يتصف بها العبد ولا يصمم عليها، وأما هنا فهي العزائم المصممة والأوصاف الثابتة في النفوس، أوصاف الخير، وأوصاف الشر، ولهذا قال: ما في أنفسكم أي: استقر فيها وثبت من العزائم والأوصاف.

وأخبر أنه على كل شيء قدير فمن تمام قدرته محاسبة الخلائق وإيصال ما يستحقونه من الثواب والعقاب. [ ص: 206 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية