ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين
(75) يخبر تعالى عن أهل الكتاب، أن منهم طائفة أمناء، بحيث لو أمنته على قناطير من النقود، وهي المال الكثير، يؤده إليك، ومنهم طائفة خونة، يخونك في أقل القليل، ومع هذه الخيانة الشنيعة، فإنهم يتأولون بالأعذار الباطلة فيقولون:
ليس علينا في الأميين سبيل أي: ليس علينا جناح إذا خناهم واستبحنا أموالهم، لأنهم
[ ص: 226 ] لا حرمة لهم، قال تعالى:
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون أن عليهم أشد الحرج، فجمعوا بين الخيانة وبين احتقار العرب، وبين الكذب على الله، وهم يعلمون ذلك، ليسوا كمن فعل ذلك جهلا وضلالا.
(76) ثم قال تعالى:
بلى أي: ليس الأمر كما قالوا، فإنه
من أوفى بعهده واتقى أي: قام بحقوق الله وحقوق خلقه، فإن هذا هو المتقي، والله يحبه، أي: ومن كان بخلاف ذلك، فلم يف بعهده وعقوده التي بينه وبين الخلق، ولا قام بتقوى الله، فإن الله يمقته وسيجازيه على ذلك أعظم النكال.