تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور [ ص: 233 ]
(108) يثني تعالى على ما قصه على نبيه من آياته، التي حصل بها الفرقان بين الحق والباطل، وبين أولياء الله وأعدائه، وما أعده لهؤلاء من الثواب، وللآخرين من العقاب، وأن ذلك مقتضى فضله وعدله وحكمته، وأنه لم يظلم عباده، ولم ينقصهم من أعمالهم، أو يعذب أحدا بغير ذنبه، أو يحمل عليه وزر غيره.
ولما ذكر أن له الأمر والشرع، ذكر أن له تمام الملك والتصرف والسلطان، فقال:
(109)
ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور فيجازي المحسنين بإحسانهم، والمسيئين بعصيانهم، وكثيرا ما يذكر الله أحكامه الثلاثة مجتمعة، يبين لعباده أنه الحاكم المطلق، فله الأحكام القدرية والأحكام الشرعية والأحكام الجزائية، فهو الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة، ومن سواه من المخلوقات محكوم عليها ليس لها من الأمر شيء.