ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون
(14) أي: وكما أخذنا على اليهود العهد والميثاق، فكذلك أخذنا على
الذين قالوا إنا نصارى لعيسى ابن مريم، وزكوا أنفسهم بالإيمان بالله ورسله وما جاءوا به، فنقضوا العهد،
فنسوا حظا مما ذكروا به نسيانا علميا، ونسيانا عمليا.
فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة أي: سلطنا بعضهم على بعض، وصار بينهم من الشرور والإحن ما يقتضي بغض بعضهم بعضا ومعاداة بعضهم بعضا إلى يوم القيامة، وهذا أمر مشاهد، فإن النصارى لم يزالوا ولا يزالون في بغض وعداوة وشقاق.
وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون فيعاقبهم عليه.
[ ص: 408 ]