[ ص: 767 ] ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب
(96) يقول تعالى:
ولقد أرسلنا موسى بن عمران
بآياتنا الدالة على صدق ما جاء به، كالعصا، واليد ونحوهما، من الآيات التي أجراها الله على يدي موسى عليه السلام.
وسلطان مبين أي: حجة ظاهرة بينة، ظهرت ظهور الشمس.
(97)
إلى فرعون وملئه أي: أشراف قومه لأنهم المتبوعون، وغيرهم تبع لهم، فلم ينقادوا لما مع موسى من الآيات، التي أراهم إياها، كما تقدم بسطها في سورة الأعراف، ولكنهم
فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد بل هو ضال غاو، لا يأمر إلا بما هو ضرر محض.
(98) لا جرم - لما اتبعه قومه - أرداهم وأهلكهم.
يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود
(99)
وأتبعوا في هذه أي في الدنيا
لعنة ويوم القيامة أي يلعنهم الله وملائكته والناس أجمعون في الدنيا والآخرة
بئس الرفد المرفود أي بئس ما اجتمع لهم وترادف عليهم من عذاب الله ولعنة الدنيا والآخرة
(100) ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم قال الله تعالى لرسوله
ذلك من أنباء القرى نقصه عليك لتنذر به ويكون آية على رسالتك وموعظة وذكرى للمؤمنين
منها قائم لم يتلف بل بقي من آثار ديارهم ما يدل عليهم ( و ) منها " حصيد " قد تهدمت مساكنهم واضمحلت منازلهم فلم يبق لها أثر
(101)
وما ظلمناهم بأخذهم بأنواع العقوبات
ولكن ظلموا أنفسهم بالشرك والكفر والعناد
فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء [ ص: 768 ] لما جاء أمر ربك وهكذا كل من التجأ إلى غير الله لم ينفعه ذلك عند نزول الشدائد
وما زادوهم غير تتبيب أي خسار ودمار بالضد مما خطر ببالهم