فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى
(47) أي: فأتياه بهذين الأمرين، دعوته إلى الإسلام، وتخليص هذا الشعب الشريف بني إسرائيل، من قيده وتعبيده لهم؛ ليتحرروا ويملكوا أمرهم، ويقيم فيهم
[ ص: 1028 ] موسى شرع الله ودينه.
قد جئناك بآية تدل على صدقنا:
فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين إلى آخر ما ذكر الله عنهما.
والسلام على من اتبع الهدى ؛ أي: من اتبع الصراط المستقيم واهتدى بالشرع المبين حصلت له السلامة في الدنيا والآخرة.
(48)
إنا قد أوحي إلينا ؛ أي: خبرنا من عند الله لا من عند أنفسنا
أن العذاب على من كذب وتولى ؛ أي: كذب بأخبار الله وأخبار رسله، وتولى عن الانقياد لهم واتباعهم، وهذا فيه الترغيب
لفرعون بالإيمان والتصديق واتباعهما، والترهيب من ضد ذلك، ولكن لم يفد فيه هذا الوعظ والتذكير، فأنكر ربه وكفر وجادل في ذلك ظلما وعنادا.