ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عزيزا حكيما ..
[ ص: 3320 ] فلا يعييه من أمرهم شيء، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء، وله جنود السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم.
ثم عاد بالخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منوها بوظيفته، مبينا للغاية منها، موجها المؤمنين إلى واجبهم مع ربهم بعد تبليغهم رسالته، مع ردهم في بيعتهم إلى الله مباشرة، وعقد العقدة معه جل جلاله، وذلك حين يبايعون الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويتعاقدون معه. وفي ذلك تشريف لبيعة الرسول وتكريم واضح لهذا التعاقد:
إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، لتؤمنوا بالله ورسوله، وتعزروه وتوقروه، وتسبحوه بكرة وأصيلا. إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ..
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - شاهد على هذه البشرية التي أرسل إليها، يشهد أنه بلغها ما أمر به، وأنها استقبلته بما استقبلته، وأنه كان منها المؤمنون، ومنها الكافرون، ومنها المنافقون. وكان منها المصلحون ومنها المفسدون. فيؤدي الشهادة كما أدى الرسالة. وهو مبشر بالخير والمغفرة والرضى وحسن الجزاء للمؤمنين الطائعين، ونذير بسوء المنقلب والغضب واللعنة والعقاب للكافرين والمنافقين والعصاة والمفسدين..
هذه وظيفة الرسول. ثم يلتفت بالخطاب إلى المؤمنين، يكشف لهم عن الغاية المرجوة لهم من الرسالة. إنها الإيمان بالله ورسوله، ثم النهوض بتكاليف الإيمان، فينصرون الله بنصرة منهجه وشريعته، ويوقرونه في نفوسهم بالشعور بجلاله; وينزهونه بالتسبيح والتحميد طرفي النهار في البكور والأصيل، وهي كناية عن اليوم كله، لأن طرفي النهار يضمان ما بينهما من آونة. والغرض هو اتصال القلب بالله في كل آن. فهذه هي ثمرة الإيمان المرجوة للمؤمنين من إرسال الرسول شاهدا ومبشرا ونذيرا.
وقد جاء - صلى الله عليه وسلم - ليصلهم بالله، ويعقد بينهم وبينه بيعة ماضية لا تنقطع بغيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم. فهو حين يضع يده في أيديهم مبايعا، فإنما يبايع عن الله:
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله. يد الله فوق أيديهم .. وهو تصوير رهيب جليل للبيعة بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والواحد منهم يشعر وهو يضع يده في يده، أن يد الله فوق أيديهم. فالله حاضر البيعة. والله صاحبها. والله آخذها. ويده فوق أيدي المتبايعين.. ومن؟ الله! يا للهول! ويا للروعة! ويا للجلال!
وإن هذه الصورة لتستأصل من النفس خاطر النكث بهذه البيعة - مهما غاب شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالله حاضر لا يغيب. والله آخذ في هذه البيعة ومعط، وهو عليها رقيب.
فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ..
فهو الخاسر في كل جانب. هو الخاسر في الرجاع عن الصفقة الرابحة بينه وبين الله تعالى. وما من بيعة بين الله وعبد من عباده إلا والعبد فيها هو الرابح من فضل الله، والله هو الغني عن العالمين. وهو الخاسر حين ينكث وينقض عهده مع الله فيتعرض لغضبه وعقابه على النكث الذي يكرهه ويمقته، فالله يحب الوفاء ويحب الأوفياء.
ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ..
هكذا على إطلاقه:
أجرا عظيما .. لا يفصله ولا يحدده. فهو الأجر الذي يقول عنه الله إنه عظيم.
[ ص: 3321 ] عظيم بحساب الله وميزانه ووصفه الذي لا يرتقي إلى تصوره أبناء الأرض المقلون المحدودون الفانون!
وعند ما يصل إلى حقيقة البيعة، وإلى خاطر النكث وخاطر الوفاء، يلتفت بالحديث إلى المخلفين من الأعراب، الذين أبوا أن يخرجوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسوء ظنهم بالله، ولتوقعهم الشر والضر للمؤمنين الخارجين، الذاهبين إلى
قريش في عقر دارها، وهي غزت
المدينة قبل ذلك عامين متواليين.. يلتفت إليهم لينبئ الرسول - صلى الله عليه وسلم - عما سيعتذرون به إليه بعد عودته سالما هو ومن معه، وقد هادنته
قريش ولم تقاتله، وعقدت معه معاهدة يبدو فيها - مهما كانت شروطها - التراجع من
قريش، واعتبار
محمد - صلى الله عليه وسلم - ندا لها تهادنه وتتقي خصومته. ويكشف له عن الأسباب الحقيقية لعدم خروجهم معه، ويفضحهم ويقفهم مكشوفين أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمام المؤمنين. كما ينبئه بما فيه البشرى له وللخارجين معه; وهو أنهم سيخرجون إلى مغانم قريبة ميسورة، وأن المخلفين من الأعراب سيطلبون الخروج معه لينالوا من هذه الغنائم السهلة. ويلقنه طريقة معاملتهم حينئذ والرد عليهم. فلا يقبل منهم الخروج معه في هذا الوجه القريب الميسور الذي سيقتصر على من خرجوا من قبل وحضروا
الحديبية. إنما ينبئهم بأن هنالك وجها آخر فيه مشقة وفيه قتال مع قوم أولي بأس شديد. فإن كانوا حقا يريدون الخروج فليخرجوا يومئذ، حيث يقسم الله لهم بما يريد. فإن أطاعوا كان لهم الأجر الكبير، وإن عصوا كما عصوا من قبل كان لهم العذاب الشديد:
سيقول لك المخلفون من الأعراب: شغلتنا أموالنا وأهلونا، فاستغفر لنا، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. قل: فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا؟ بل كان الله بما تعملون خبيرا. بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا، وزين ذلك في قلوبكم، وظننتم ظن السوء، وكنتم قوما بورا. ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا. ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وكان الله غفورا رحيما. سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها: ذرونا نتبعكم. يريدون أن يبدلوا كلام الله. قل: لن تتبعونا. كذلكم قال الله من قبل. فسيقولون: بل تحسدوننا. بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا. قل للمخلفين من الأعراب: ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد، تقاتلونهم أو يسلمون، فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا، وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ..
والقرآن لا يكتفي بحكاية أقوال المخلفين والرد عليها; ولكنه يجعل من هذه المناسبة فرصة لعلاج أمراض النفوس، وهواجس القلوب، والتسلل إلى مواطن الضعف والانحراف لكشفها تمهيدا لعلاجها والطب لها. ثم لإقرار الحقائق الباقية والقيم الثابتة، وقواعد الشعور والتصور والسلوك.
فالمخلفون من الأعراب - وكانوا من أعراب
غفار ومزينة وأشجع وأسلم وغيرهم ممن حول
المدينة - سيقولون اعتذارا عن تخلفهم:
شغلتنا أموالنا وأهلونا .. وليس هذا بعذر. فللناس دائما أهل وأموال. ولو كان مثل هذا يجوز أن يشغلهم عن تكاليف العقيدة، وعن الوفاء بحقها ما نهض أحد قط بها.. وسيقولون
فاستغفر لنا .. وهم ليسوا صادقين في طلب الاستغفار كما ينبئ الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - :
يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ..
هنا يرد عليهم بتقرير حقيقة القدر الذي لا يدفعه تخلف، ولا يغيره إقدام; وبحقيقة القدرة التي تحيط بالناس وتتصرف في أقدارهم كما تشاء. وبحقيقة العلم الكامل الذي يصرف الله قدره على وفقه:
قل: فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا؟ بل كان الله بما تعملون خبيرا ..
[ ص: 3322 ] وهو سؤال يوحي بالاستسلام لقدر الله; والطاعة لأمره بلا توقف ولا تلكؤ. فالتوقف أو التلكؤ لن يدفع ضررا، ولا يؤخر نفعا. وانتحال المعاذير لا يخفى على علم الله. ولا يؤثر في جزائه وفق علمه المحيط. وهو توجيه تربوي في وقته وفي جوه وفي مناسبته على طريقة القرآن.
بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا، وزين ذلك في قلوبكم، وظننتم ظن السوء، وكنتم قوما بورا ..
وهكذا يقفهم عرايا مكشوفين، وجها لوجه أمام ما أضمروا من نية، وما ستروا من تقدير، وما ظنوا بالله من السوء. وقد ظنوا أن الرسول ومن معه من المؤمنين ذاهبون إلى حتفهم، فلا يرجعون إلى أهليهم
بالمدينة; وقالوا: يذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره
بالمدينة، وقتلوا أصحابه فيقاتلهم! - يشيرون إلى أحد والأحزاب - ولم يحسبوا حسابا لرعاية الله وحمايته للصادقين المتجردين من عباده. كما أنهم - بطبيعة تصورهم للأمور وخلو قلوبهم من حرارة العقيدة - لم يقدروا أن الواجب هو الواجب، بغض النظر عن تكاليفه كائنة ما كانت; وأن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجب أن تكون بدون النظر إلى الربح الظاهري والخسارة الشكلية، فهي واجب مفروض يؤدى دون نظر إلى عاقبة أخرى وراءه.
لقد ظنوا ظنهم، وزين هذا الظن في قلوبهم، حتى لم يروا غيره، ولم يفكروا في سواه. وكان هذا هو ظن السوء بالله، الناشئ من أن قلوبهم بور. وهو تعبير عجيب موح. فالأرض البور ميتة جرداء. وكذلك قلوبهم.
وكذلك هم بكل كيانهم. بور. لا حياة ولا خصب ولا إثمار. وما يكون القلب إذ يخلو من حسن الظن بالله؟ لأنه انقطع عن الاتصال بروح الله؟ يكون بورا. ميتا أجرد نهايته إلى البوار والدمار.
وكذلك يظن الناس بالجماعة المؤمنة. الناس من أمثال أولئك الأعراب المنقطعين عن الله. البور الخالية قلوبهم من الروح والحياة. هكذا يظنون دائما بالجماعة المؤمنة عند ما يبدو أن كفة الباطل هي الراجحة، وأن قوى الأرض الظاهرة في جانب أهل الشر والضلال; وأن المؤمنين قلة في العدد، أو قلة في العدة، أو قلة في المكان والجاه والمال. هكذا يظن الأعراب وأشباههم في كل زمان أن المؤمنين لا ينقلبون إلى أهليهم أبدا إذا هم واجهوا الباطل المنتفش بقوته الظاهرة. ومن ثم يتجنبون المؤمنين حبا للسلامة; ويتوقعون في كل لحظة أن يستأصلوا وأن تنتهي دعوتهم فيأخذون هم بالأحوط ويبعدون عن طريقهم المحفوف بالمهالك! ولكن الله يخيب ظن السوء هذا; ويبدل المواقف والأحوال بمعرفته هو، وبتدبيره هو، وحسب ميزان القوى الحقيقية. الميزان الذي يمسكه الله بيده القوية، فيخفض به قوما ويرفع به آخرين، من حيث لا يعلم المنافقون الظانون بالله ظن السوء في كل مكان وفي كل حين!
إن الميزان هو ميزان الإيمان. ومن ثم يرد الله أولئك الأعراب إليه; ويقرر القاعدة العامة للجزاء وفق هذا الميزان، مع التلويح لهم برحمة الله القريبة والإيحاء إليهم بالمبادرة إلى اغتنام الفرصة، والتمتع بمغفرة الله ورحمته:
ومن لم يؤمن بالله ورسوله، فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا. ولله ملك السماوات والأرض، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وكان الله غفورا رحيما ..
لقد كانوا يعتذرون بأموالهم وأهليهم. فماذا تنفعهم أموالهم وأهلوهم في هذه السعير المعدة لهم إذا لم يؤمنوا بالله ورسوله؟ إنهما كفتان فليختاروا هذه أو تلك على يقين. فإن الله الذي يوعدهم هذا الإيعاد، هو مالك السماوات والأرض وحده. فهو الذي يملك المغفرة لمن يشاء، وهو الذي يملك العذاب لمن يشاء.
والله يجزي الناس بأعمالهم ولكن مشيئته مطلقة لا ظل عليها من قيد، وهو يقرر هذه الحقيقة هنا لتستقر
[ ص: 3323 ] في القلوب. غير متعارضة مع ترتيب الجزاء على العمل، فهذا الترتيب اختيار مطلق لهذه المشيئة.
ومغفرة الله ورحمته أقرب. فليغتنمها من يريد، قبل أن تحق كلمة الله بعذاب من لم يؤمن بالله ورسوله، بالسعير الحاضرة المعدة للكافرين.
ثم يلوح ببعض ما قدر الله للمؤمنين، مخالفا لظن المخلفين. بأسلوب يوحي بأنه قريب:
سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها: ذرونا نتبعكم. يريدون أن يبدلوا كلام الله. قل: لن تتبعونا. كذلكم قال الله من قبل. فسيقولون: بل تحسدوننا. بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ..
أغلب المفسرين يرون أنها إشارة إلى فتح
خيبر. وقد يكون هذا. ولكن النص يظل له إيحاؤه ولو لم يكن نصا في
خيبر. فهو يوحي بأن المسلمين سيفتح عليهم فتح قريب يسير. وأن هؤلاء المخلفين سيدركون هذا، فيقولون:
ذرونا نتبعكم ..
ولعل الذي جعل المفسرين يخصصون خيبر، أنها كانت بعد قليل من صلح
الحديبية. إذ كانت في المحرم من سنة سبع. بعد أقل من شهرين من صلح
الحديبية. وأنها كانت وافرة الغنائم. وكانت حصون
خيبر آخر ما بقي لليهود في
الجزيرة من مراكز قوية غنية. وكان قد لجأ إليها بعض
بني النضير وبني قريظة ممن أجلوا عن
الجزيرة من قبل.
وتتواتر أقوال المفسرين أن الله وعد أصحاب البيعة في
الحديبية أن تكون مغانم
خيبر لهم لا يشركهم فيها أحد. ولم أجد في هذا نصا. ولعلهم يأخذون هذا مما وقع فعلا. فقد جعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحاب
الحديبية، ولم يأخذ معه أحدا غيرهم.
وعلى أية حال فقد أمر الله نبيه أن يرد المخلفين من الأعراب إذا عرضوا الخروج للغنائم الميسرة القريبة. وقرر أن خروجهم مخالف لأمر الله. وأخبر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنهم سيقولون إذا منعوا من الخروج:
بل تحسدوننا .. فتمنعوننا من الخروج لتحرمونا من الغنيمة. ثم قرر أن قولهم هذا ناشئ عن قلة فقههم لحكمة الله وتقديره. فجزاء المتخلفين الطامعين أن يحرموا، وجزاء الطائعين المتجردين أن يعطوا من فضل الله، وأن يختصوا بالمغنم حين يقدره الله، جزاء اختصاصهم بالطاعة والإقدام، يوم كانوا لا يتوقعون إلا الشدة في الجهاد.
ثم أمر الله نبيه أن يخبرهم أنهم سيبتلون بالدعوة إلى جهاد قوم أشداء، يقاتلونهم على الإسلام، فإذا نجحوا في هذا الابتلاء كان لهم الأجر، وإن هم ظلوا على معصيتهم وتخلفهم فذلك هو الامتحان الأخير:
قل للمخلفين من الأعراب: ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد، تقاتلونهم أو يسلمون، فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا، وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما .
وتختلف الأقوال كذلك في من هم القوم أولو البأس الشديد. وهل كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم على عهود خلفائه. والأقرب أن يكون ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليمحص الله إيمان هؤلاء الأعراب من حول
المدينة.
والمهم أن نلحظ طريقة التربية القرآنية، وطريقة علاج النفوس والقلوب، بالتوجيهات القرآنية، والابتلاءات الواقعية. وهذا كله ظاهر في كشف نفوسهم لهم وللمؤمنين، وفي توجيههم إلى الحقائق والقيم وقواعد السلوك الإيماني القويم.
[ ص: 3324 ] ولما كان المفهوم من ذلك الابتلاء فرض الخروج على الجميع، فقد بين الله أصحاب الأعذار الحقيقية الذين يحق لهم التخلف عن الجهاد، بلا حرج ولا عقاب:
ليس على الأعمى حرج، ولا على الأعرج حرج، ولا على المريض حرج. ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، ومن يتول يعذبه عذابا أليما ..
فالأعمى والأعرج معهما عذر دائم هو العجز المستمر عن تكاليف الخروج والجهاد. والمريض معه عذر موقوت بمرضه حتى يبرأ.
والأمر في حقيقته هو أمر الطاعة والعصيان. هو حالة نفسية لا أوضاع شكلية. فمن يطع الله ورسوله فالجنة جزاؤه. ومن يتول فالعذاب الأليم ينتظره. ولمن شاء أن يوازن بين مشقات الجهاد وجزائه، وبين راحة القعود وما وراءه.. ثم يختار!