[ ص: 3854 ] هذه السورة تصور قطاعا من الواقع العملي الذي كانت الدعوة تواجهه في مكة - إلى جانب ما كانت تستهدفه من إيقاظ القلوب، وهز المشاعر، وتوجيهها إلى هذا الحدث الجديد في .حياة العرب وفي حياة الإنسانية، وهو الرسالة السماوية للأرض، وما تتضمنه من تصور جديد شامل محيط.
هذا القطاع من الواقع العملي تصوره السورة في أولها، وهي تتهدد المطففين بالويل في اليوم العظيم،يوم يقوم الناس لرب العالمين .. كما تصوره في ختامها وهي تصف سوء أدب الذين أجرموا مع الذين آمنوا، وتغامزهم عليهم، وضحكهم منهم، وقولهم عنهم: إن هؤلاء لضالون! .
وهذا إلى جانب ما تعرضه من حال الفجار وحال الأبرار; ومصير هؤلاء وهؤلاء في ذلك اليوم العظيم.
والمقطع الأخير يصف ما كان الأبرار يلاقونه في عالم الغرور الباطل من الفجار من إيذاء وسخرية وسوء أدب. ليضع في مقابله ما آل إليه أمر الأبرار وأمر الفجار في عالم الحقيقة الدائم الطويل:
والسورة في عمومها تمثل جانبا من بيئة الدعوة، كما تمثل جانبا من أسلوب الدعوة في مواجهة واقع البيئة، وواقع النفس البشرية ... وهذا ما سنحاول الكشف عنه في عرضنا للسورة بالتفصيل..
تبدأ السورة بالحرب يعلنها الله على المطففين: ويل للمطففين .. والويل: الهلاك. وسواء كان المراد هو تقرير أن هذا أمر مقضي، أو أن هذا دعاء . فهو في الحالين واحد فالدعاء من الله قرار..