ولو يرى الذين ظلموا - إذ يرون العذاب - أن القوة لله جميعا، وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا، ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا: لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا! كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النار ..
أولئك الذين اتخذوا من دون الله أندادا. فظلموا الحق، وظلموا أنفسهم.. لو مدوا بأبصارهم إلى يوم يقفون بين يدي الله الواحد! لو تطلعوا ببصائرهم إلى يوم يرون العذاب الذي ينتظر الظالمين! لو يرون لرأوا
أن القوة لله جميعا فلا شركاء ولا أنداد..
وأن الله شديد العذاب .
لو يرون إذ تبرأ المتبوعون من التابعين. ورأوا العذاب. فتقطعت بينهم الأواصر والعلاقات والأسباب، وانشغل كل بنفسه تابعا كان أم متبوعا. وسقطت الرياسات والقيادات التي كان المخدوعون يتبعونها، وعجزت عن وقاية أنفسها فضلا على وقاية تابعيها. وظهرت حقيقة الألوهية الواحدة والقدرة الواحدة ، وكذب القيادات الضالة وضعفها وعجزها أمام الله وأمام العذاب.
وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا ..
وتبدى الحنق والغيظ من التابعين المخدوعين في القيادات الضالة. وتمنوا لو يردون لهم الجميل! لو يعودون إلى الأرض فيتبرؤوا من تبعيتهم لتلك القيادات العاجزة الضعيفة في حقيقتها، التي خدعتهم ثم تبرأت منهم أمام العذاب
إنه مشهد مؤثر: مشهد التبرؤ والتعادي والتخاصم بين التابعين والمتبوعين . بين المحبين والمحبوبين! وهنا يجيء التعقيب الممض المؤلم:
كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النار ..