تبدأ السورة بقضية عامة من قضايا العقيدة: قضية الوحي بهذا الكتاب، والحق الذي اشتمل عليه، وتلك هي قاعدة بقية القضايا من توحيد لله، ومن إيمان بالبعث، ومن عمل صالح في الحياة؛ فكلها متفرعة عن الإيمان بأن الآمر بهذا هو الله، وأن هذا القرآن وحي من عنده - سبحانه - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم.
ألف. لام. ميم. را.. تلك آيات الكتاب .. آيات هذا القرآن، أو تلك آيات على الكتاب تدل على الوحي به من عند الله، إذ كانت صياغته من مادة هذه الأحرف دلالة على أنه من وحي الله، لا من عمل مخلوق كائنا من كان.
الحق وحده، الحق الخالص الذي لا يتلبس بالباطل، والذي لا يحتمل الشك والتردد، وتلك الأحرف آيات على أنه الحق، فهي آيات على أنه من عند الله، ولن يكون ما عند الله إلا حقا لا ريب فيه.