هذا الدرس كله تقرير للقيم في ميزان العقيدة. إن القيم الحقيقية ليست هي المال، وليست هي الجاه، وليست هي السلطان. كذلك ليست هي اللذائذ والمتاع في هذه الحياة.. إن هذه كلها قيم زائفة وقيم زائلة.
والإسلام لا يحرم الطيب منها ولكنه لا يجعل منها غاية لحياة الإنسان. فمن شاء أن يتمتع بها فليتمتع، ولكن ليذكر الله الذي أنعم بها. وليشكره على النعمة بالعمل الصالح، فالباقيات الصالحات خير وأبقى.
وهو يبدأ بتوجيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يصبر نفسه مع الذين يتجهون إلى الله; وأن يغفل ويهمل [ ص: 2268 ] الذين يغفلون عن ذكر الله. ثم يضرب للفريقين مثلا رجلين: أحدهما يعتز بما أوتي من مال وعزة ومتاع. والآخر يعتز بالإيمان الخالص، ويرجو عند ربه ما هو خير. ثم يعقب بمثل يضرب للحياة الدنيا كلها، فإذا هي قصيرة زائلة كالهشيم تذروه الرياح. وينتهي من ذلك كله بتقرير الحقيقة الباقية: المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ..