مضت قصة موسى - عليه السلام - بدلالاتها التي وضحت في الدرس الماضي. فأما في هذا الدرس فتبدأ التعقيبات عليها; ثم يمضي السياق في طريقهعلى محور السورة الأصيل، يبين أين يكون الأمن وأين تكون المخافة; ويجول مع المشركين الذين يواجهون دعوة الإسلام بالشرك والإنكار والمعاذير. يجول معهم جولات [ ص: 2698 ] شتى في مشاهد الكون، وفي مشاهد الحشر، وفيما هم فيه من الأمر; بعد أن يعرض عليهم دلائل الصدق فيما جاءهم به رسولهم - صلى الله عليه وسلم - وكيف يتلقاه فريق من أهل الكتاب بالإيمان واليقين بينما هم يتلقونه بالكفران والجحود. وهو رحمة لهم من العذاب، لو أنهم كانوا يتذكرون.
والتعقيب الأول على القصة يدور حول دلالتها على صدق دعوى الوحي. فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو عليهم تفصيلات الأحداث كما يقصها شاهد العيان; وما كان حاضر أحداثها، ولكنه الوحي يقصها عليه من لدن عليم خبير، رحمة بقومه أن يصيبهم العذاب بما هم فيه من الشرك، فيقولوا: ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين ..