وقوله عز وجل :
وإلى الله ترجع الأمور فيه وجهان :
أحدهما : أنه لما كانت الأمور كلها قبل أن يملك العباد شيئا منها له خاصة ، ثم ملكهم كثيرا من الأمور ، ثم تكون الأمور كلها في الآخرة إليه دون خلقه ، جاز أن يقول : ترجع إليه الأمور . والمعنى الآخر : أن يكون بمعنى قوله :
ألا إلى الله تصير الأمور يعني أنه لا يملكها غيره ، لا على أنها لم تكن إليه ثم صارت إليه ، لكن على أنه لا يملكها أحد سواه ، كما قال
لبيد :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
وإنما عنى أنه يصير رمادا لا على أنه كان رمادا مرة ثم رجع إلى ما كان .