صفحة جزء
وأما قوله تعالى : وابن السبيل فإنه روي عن مجاهد والربيع بن أنس أنه المسافر ؛ وقال قتادة والضحاك : " " هو الضيف " . قال أبو بكر : ومعناه صاحب الطريق ؛ وهذا كما يقال لطير الماء : ابن ماء ، قال الشاعر :

وردت اعتسافا والثريا كأنها على قمة الرأس ابن ماء محلق

ومن تأوله على الضيف فقوله سائغ أيضا ؛ لأن الضيف كالمجتاز غير المقيم ، فسمي ابن السبيل تشبيها بالمسافر المجتاز ، وهو كما يقال : عابر السبيل . وقال الشافعي : " ابن السبيل هو الذي يريد السفر وليس معه نفقته " وهذا غلط ؛ لأنه ما لم يصر في الطريق لا يسمى ابن السبيل كما لا يسمى مسافرا ولا عابر سبيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية