قوله تعالى :
لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر الآية ؛ يعني به تفضيل
[ ص: 227 ] المجاهدين على القاعدين والحض على الجهاد ببيان ما للمجاهدين من منزلة الثواب التي ليست للقاعدين عن الجهاد ؛ ودل به على أن شرف الجزاء على قدر شرف العمل ، فذكر بديا أنهما غير متساويين ، ثم بين التفضيل بقوله :
فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة
وقد قرئ " غير " بالرفع والنصب ، فالرفع على أنها نعت للقاعدين ، والنصب على الحال ؛ ويقال إن الاختيار فيها الرفع ، لأن الصفة أغلب على " غير " من معنى الاستثناء وإن كان كلاهما جائزا ؛ والفرق بين " غير " إذا كانت صفة وبينها إذا كانت استثناء كأنها في الاستثناء توجب إخراج بعض من كل ، نحو " جاءني القوم غير زيد " وليست كذلك في الصفة ؛ لأنك تقول : " جاءني رجل غير زيد " و " غير " ههنا صفة وفي الأول استثناء ، وإن كانت في الحالين مخصصة على حد النفي .