قوله تعالى :
واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا هو نظير قوله :
ثم أوحينا [ ص: 269 ] إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وهذا يوجب أن كل
ما ثبت من ملة إبراهيم عليه السلام فعلينا اتباعه .
فإن قيل : فواجب أن تكون شريعة النبي صلى الله عليه وسلم هي شريعة
إبراهيم عليه السلام . قيل له : إن ملة
إبراهيم داخلة في ملة النبي صلى الله عليه وسلم وفي ملة نبينا صلى الله عليه وسلم زيادة على ملة
إبراهيم ؛ فوجب من أجل ذلك اتباع ملة
إبراهيم ، إذ كانت داخلة في ملة النبي صلى الله عليه وسلم .
فكان متبع ملة النبي صلى الله عليه وسلم متبعا لملة
إبراهيم . وقيل في الحنيف : إنه المستقيم ، فمن سلك طريق الاستقامة فهو على الحنيفية . وإنما قيل للمعوج الرجل " أحنف " تفاؤلا ، كما قيل للمهلكة مفازة وللديغ سليما .