قوله تعالى :
إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا الآية . تفاوضوا فيما بينهم وأظهروا الحسد الذي كانوا يضمرونه لقرب منزلته عند أبيهم دونهم ، وقالوا :
إن أبانا لفي ضلال مبين يعنون عن صواب الرأي ؛ لأنه كان أصغر منهم ، وكان عندهم أن الأكبر ، أولى بتقديم المنزلة من الأصغر ومع ذلك ، فإن الجماعة من البنين ، أولى بالمحبة
[ ص: 381 ] من الواحد ، وهو معنى قوله :
ونحن عصبة ومع أنهم كانوا أنفع له في تدبير أمر الدنيا ؛ لأنهم كانوا يقومون بأمواله ومواشيه ، فذهبوا إلى أن اصطفاءه إياه بالمحبة دونهم وتقديمه عليهم ذهاب عن طريق الصواب .