صفحة جزء
وقوله تعالى : فأوحى إليهم قيل فيه : إنه أشار إليهم وأومأ بيده ، فقامت الإشارة في هذا الموضع مقام القول ؛ لأنها أفادت ما يفيده القول ، وهذا يدل على أن إشارة الأخرس معمول عليها قائمة فيما يلزمه مقام القول .

ولم يختلف الفقهاء أن إشارة الصحيح لا تقوم مقام قوله ، وإنما كان في الأخرس كذلك ؛ لأنه بالعادة والمران والضرورة الداعية إليها قد علم بها ما لا يعلم بالقول ، وليس للصحيح في ذلك عادة معروفة فيعمل عليها ، ولذلك قال أصحابنا فيمن اعتقل لسانه فأومأ وأشار بوصية أو غيرها أنه لا يعمل على ذلك ؛ لأنه ليس له عادة جارية بذلك حتى يكون في معنى الأخرس .

التالي السابق


الخدمات العلمية