قوله تعالى:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل (37) :
البخل المذموم في الشرع الامتناع من أداء ما أوجب الله تعالى، وهو مثل قوله:
ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة .
ونزلت الآية في اليهود، الذين بخلوا بالمال، فلم يعطوا منه حق
[ ص: 456 ] الله تعالى، ومنعوا الأنصار من أداء حق الله، وخوفوهم بالفقر، ومنعوا العلم، وكتموا ما علموا من صفة النبي
محمد صلى الله عليه وسلم، والمباهاة، بل يقول:
كان ذلك من فضل الله، وما كان من قوتي ولا من عندي، فيتحدث بالنعم على وجه الشكر، كما قال تعالى:
وأما بنعمة ربك فحدث ..
وقال عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665443 "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أفصح العرب ولا فخر".
فأراد بذكره التحدث بنعم الله تعالى، وأن يبلغ أمته من منزلته عند الله، ما يجب على أمته أن يعرفوه، وليعطوه من التعظيم حقه طاعة لله تعالى.
وقال عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661389 "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس ابن متى".
وقد كان عليه السلام خيرا منه، ولكنه نهى أن يقال ذلك على وجه الافتخار.
وقال الله تعالى:
فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى .
[ ص: 457 ] ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703552 "احثوا في وجوه المداحين التراب".
وذلك لئلا تزهو النفس وتترف، فإن النفس إذا ما مالت إلى شيء لطلب حظها، تولد منها قوة الهوى وضعف اليقين.