قوله تعالى:
وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم معناه: ذبائحهم ، إذ لا يجوز أن يكون المراد به: طعامهم ، إذ لا شبهة على أحد في حل سائر طعامهم سواء كان المتولي لصنعه كتابيا أو مجوسيا.
فإذا كان أكل
ذبيحة أهل الكتاب بالاتفاق فلا شك أنهم لا يسمون على الذبيحة إلا على الإله الذي ليس معبودا حقيقة مثل
العزير والمسيح، ولو سموا الإله حقيقة لم تكن تسميتهم بطريق العبادة. وإنما تكون على طريق آخر، فاشتراط التسمية لا على وجه العبادة لا يعقل. ووجود التسمية من الكافر وعدمها بمثابة واحدة، إذ لم تتصور منه العبادة، ولأن النصارى إنما يذبحون على اسم
المسيح، وقد حكم الله تعالى بحل ذبائحهم مطلقا. وفي ذلك دليل على أن التسمية لا تشترط أصلا، كما يقول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .