قوله تعالى :
إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ، الآية.
يستدل به على إضافة الفعل إلى غير فاعله، إذا كان منه تسبب، فإنه تعالى قال :
إذ أخرجه الذين كفروا ، وما أخرجوه حقيقة بل أخافوه حتى اضطر إلى أن يخرج، وكان الصديق معه، فتارة كان يمشي بين يديه، وتارة يمشي خلفه، وقال يا رسول الله : إذا ذكرت الرصد مشيت بين يديك، وإذا ذكرت الطلب مشيت خلفك.
وظن جهال
الإمامية أن قول الرسول عليه الصلاة والسلام
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر : "لا تحزن"، يدل على جهل منه ونقيصة، وذلك يوجب مثله في قوله تعالى لموسى :
فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف .
وقوله في قصة
إبراهيم :
فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف .
[ ص: 205 ] فإذا لم يكن ذلك طعنا عليهم ووصفا لهم بالنقص، فكذلك في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر، وليس حزنه من جهة الشدة والحيرة، بل لتجويزه وصول الضرر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليه، وما كان الخبر أتاه بأن الرسول كان معصوما من القوم محروسا منهم، حتى قال له الرسول: لا تحزن، فسكن إلى ذلك.
وقوله تعالى :
والله يعصمك من الناس ، نزل بعد الهجرة بسنين، فلا يوجب كون
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر عالما بعصمته، ولو علم أنه يسلم منهم بنفسه لم يأمن مضرة بجراحة أو غيرها، وفي ذلك جواز الحزن والخوف عليه.