وما تنقم أي: تنكر
منا أي: فعلك ذلك بنا وتعيب علينا
إلا أن آمنا [ ص: 33 ] أي: إلا ما هو أصل المفاخر كلها وهو الإيمان
بآيات ربنا أي: التي عظمت بكونها صادرة عنه ولم يزل محسنا إلينا فوجب علينا شكره
لما [أي: حين]
جاءتنا لم نتأخر عن معرفة الصدق [المصدق]، وهذا يوجب الإكرام لا الانتقام; ثم آذنوه بأنهم مقدمون على كل ما عساه أن يفعل بهم فقالوا:
ربنا أي: أيها المحسن إلينا القادر على خلاصنا
أفرغ أي: صب صبا غامرا
علينا أي: فيما تهددنا به هذا الذي قويته علينا
صبرا أي: كثيرا تغمرنا به كما يغمر الماء من يفرغ عليه حتى لا يروعنا ما يخوفنا به
وتوفنا أي: اقبض أرواحنا وافية حال كوننا
مسلمين أي: عريقين في الانقياد بالظاهر والباطن بدلائل الحق، والظاهر أن الله تعالى أجابهم فيما سألوه تلويحا بذكر الرب فلم يقدره عليهم لقوله تعالى:
أنتما ومن اتبعكما الغالبون ولم يأت في خبر يعتمد أنه قتلهم، وسيأتي في آخر الحديد، عن تاريخ
ابن عبد الحكم ما هو صريح في خلاصهم.