ولما كان هذا أمرا يزيد من قلق بني إسرائيل لما شموا من رائحة الفرج، استأنف سبحانه الخبر عما ثبتهم به
موسى عليه السلام قائلا:
قال موسى لقومه أي: بني إسرائيل الذين فيهم قوة وقيام [فيما] يريدون من الأمور لو اجتمعت قلوبهم
استعينوا أي: ألصقوا طلب العون
بالله الذي لا أعظم منه بما يرضيه من العبادة
واصبروا ثم علل ذلك بأنه فعال لما يريد، ولا اعتراض عليه ولا مفر من حكمه فقال:
[ ص: 37 ] إن الأرض أي: : كلها؛ مصر وغيرها
لله أي: الذي لا أمر لأحد معه، كرره تذكيرا بالعظمة وتصريحا وتبركا; ثم استأنف قوله:
يورثها من يشاء من عباده
ولما أخبر أن نسبة الكل إليه واحدة، أخبر بما يرفع بعضهم على بعض فقال:
والعاقبة أي: والحال أن آخر الأمر وإن حصل بلاء
للمتقين أي: الذين يقون أنفسهم سخط الله بعمل ما يرضيه فلا عبرة بما ترون في العاجل فإنه قد يكون استدراجا.